You are currently viewing الدارمي الفقيه الجليل وأهم أقوال العلماء فيه

الدارمي الفقيه الجليل وأهم أقوال العلماء فيه

في هذه المقالة سوف نتحدث عن أحد علماء الفقه وأئمة الحديث المشهورين، وهو الذي صنف المسند، وكان معروفاً بعصبيته على الرد على المبتدعين، وقد لاقى التقدير والأحترام من كل أئمة عصره بسبب صدقه وحسن أخلاقه، وكان يروي عن الثقات وروى عنه الكثيرون من الأئمة الكبار أحد أعلام الإسلام الذي شهد له الزمن بالإمامة والحفظ صاحب الكتب والتصانيف، هو الإمام الدارمي رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته.

سوف نتحدث عن مولده ونشأته ورحلاته العلمية وأنجازاته في الإسلام ووفاته.

مولد الدارمي ونشأته

هو الإمام الحافظ عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد التميمي الدارمي السجستاني وكنيته أبي سعيد، أحد أئمة أهل السنة والمشهود له بالصدق والأمانة عند الجماعة، وهو أحد رواة الحديث النبوي.

ولد الدارمي  بمدينة هراة بخراسان عام 200 هجرياً، وقد تلقى الدارمي العلوم الشرعية منذ صباه، فقد تلقى علوم اللغة على يد أبن الأعرابي وهو شيخ اللغويين، وقد تنازع فيه الكتاب عن إذا كان الدارمي حنبلي أم شافعي، فقد ذكره أبو يعلى في الطبقة الأولى في ( الرعيل الأول ) من أصحاب الإمام أحمد بن حنبل.

كما عده السبكي في الطبقة الثانية من طبقات الشافعية، وعلى أية حال فمن ينظر إلى طريقة روايته للحديث وعلمه وعلله يعده حنبلياً ومن نظر إلى فقهه عده شافعياً  والأرجح إنه شافعياً لأنه تعلم الفقه على مذهب الإمام الشافعي على يد أبي يعقوب البويطي، وتعلم علم الحديث النبوي على يد الإمام يحيى بن معين وعلي المديني وأحمد بن حنبل رحمة الله عليهم.

وقد أجاد هذه العلوم وصار إماماً يقتدى به في كل تلك العلوم، كما إنه تعلم علم الجرح والتعديل وعلوم الرجال من الإمام يحيى بن معين، وأصبح من أشهر من روى عن يحيى بن معين في مسائل علم الرجال.

روى بن حبان عنه حديثاً في صحيحه كما روى عنه الحاكم النيسابوري في (المستدرك على الصحيحين) والبهيقي في سننه العديد من الأحاديث.

ومن نوادر وطرائف عثمان الدارمي، أن أبن عبدوس الطرائفي قال: أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد في هراة، فأتيت بن خزيمة فسألته أن بكتب لي إليه، فكتب إليه، فدخلت هراة في ربيع الأول عام 280 هجرياً فأوصلته الكتاب فقرأه ورحب بي وسأل عن ابن خزيمة، ثم قال: يافتى متى قدمت؟، فقلت: غداً، قال: يابني فأرجع اليوم، فأنك لم تقدم بعد حتى تقدم غداً.

رحلاته في طلب العلم

طاف الدارمي لتلقي علم الحديث والفقه الكثير من البلدان وسمع من الشيوخ الكبار المشهورين في عصره إنذاك، فقد أرتحل إلى الحرمين الشريفين وإلى الشام ومصر والعراق وبلاد العجم، فقد سمع من أبا اليمان الحمصي ويحيى الوحاظي وحيوة بن شريح بحمص وأرتحل إلى مصر وسمع هناك من سعيد بن أبي مريم وعبد الغفار بن داود الحراني ونعيم بن حماد وطبقتهم.

ثم ذهب إلى العراق وهناك سمع من سليمان بن حرب بن إسماعيل التبوذكي وخلقاً أخرين، وذهب إلى دمشق وهناك سمع من هشام بن عمار الحرستاني وطائفة أخرى، وأخذ علم الحديث من أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن راهوية، وأنتهج منهج يحيى بن المعين في الجرح والتعديل وعلم الرجال والبحث عن علل الحديث.

تتلمذ على يد

كما قلنا سابقاً فقد أرتحل إلى شتى الأمصار لتلقي علوم الشريعة كافة ولاكن تلخص عدد من تعلم وسمع منهم  في  خمسة من شيوخه وهم.

  1. الإمام أحمد بن حنبل وكان صاحبه وتعلم وسمع منه الحديث وكان يحترمه ويبجله وأخذ منه تشدده في السنن والعبادة.
  2. إسحاق بن راهوية سمع منه الكثير من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  3. علي بن المديني تعلم منه أثناء وجوده بالحرمين الشريفين.
  4. يحيى بن معين تعلم منه الجرح والتعديل وعلم الرجال والبحث عن علل الحديث.
  5. أبي يعقوب البويطي تعلم منه الفقه على مذهب الإمام الشافعي.

وغيرهم الكثيرون.

تتلمذ على يده

تتلمذ على يده العديد من طلاب الحديث الذين وفدوا من كافة الأمصار لتلقي علم الحديث وسماع روايته ومنهم.

  1. محمد بن إسحاق الهروي.
  2. أبو النضر محمد بن محمد الطوسي وهو فقيه.
  3. أحمد بن محمد العنبري.
  4. أبو عمر أحمد بن محمد الحيري.
  5. أبو محمد بن يوسف الهروي.

وخلق كثيرين من رواة الأحاديث وطلاب الفقه.

أنجازات الدارمي في خدمة الإسلام

أشتهر الإمام الدارمي رحمة الله عليه بشدته ومحاربته لأهل البدع، وقد قال عنه الإمام الذهبي: كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة.

وقد قام الدارمي بتصنيف كتابان للرد عليهما وهما ( النقض على المريسي) و ( الرد على الجهمية)، وأيضاً عرف أنه كان شديد الرد على الكرامية، فهو الذي أنكر مايقوله الكرامية حتى طرد محمد بن كرام وهو محرك الكرامية من هراة.

مؤلفاته

صنف الدارمي ثلاث كتب وهما.

  1. المسند الكبير والمعروف بمسند الدارمي.
  2. النقض على المريسي وأيضاً يعرف بأسم ( نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما أفترى على الله في التوحيد.
  3. كتاب الرد على الجهمية وقد قام فيه بالرد على تلك الفرقة التي تبتدع على الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

أقوال السلف والعلماء في الدارمي

  • قال عنه أبو الفضل الجارودي: (( كان إماماً يقتدى به في حياته وبعد مماته)).
  • أيضاً قال عنه أبو حاتم بن حبان البستي: (( أحد أئمة الدنيا)).
  • أيضاً قال عنه أبو زرعة الرازي: (( رزق حسن التصنيف)).
  • أيضاً مدحه أحمد بن حمدون الأعمشي فقال: (( ما رأيت في المحدثين مثله ومثل الذهلي ويعقوب الفسوي)).
  • قال عنه الإمام الذهبي رحمة الله عليه(( الإمام العلامة الحافظ الناقد شيخ تلك الديار صاحب المسند الكبير والتصانيف))
  • كما قال عنه يعقوب بن إسحاق القراب: (( ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى هو مثل نفسه)).

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاته

توفي الإمام الدارمي عام 280 هجرياً في هراة، في شهر ذي الحجة.

قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

سير أعلام النبلاء للذهبي.

طبقات الشافعية لتاج الدين السبكي.

أصول الدين لعبد القاهر البغدادي.

معجم البلدان لياقوت الحموي.

اترك تعليقاً